سورة غافر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


قوله عز وجل: {حم} فيه خمسة أوجه:
أحدهما: أنه اسم من أسماء الله أقسم به، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.
الثالث: أنها حروف مقطعة من اسم الله الذي هو الرحمن، قاله سعيد بن جبير وقال: الر وحم ون هو الرحمن.
الرابع: هو محمد صلى الله عليه وسلم، قاله جعفر بن محمد.
الخامس: فواتح السور، قاله مجاهد قال شريح بن أوفى العبسي:
يذكرني حاميم والرمح شاجر *** فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ويحتمل سادساً: أن يكون معناه حُم أمر الله أي قرب، قال الشاعر:
قد حُمّ يومي فسر قوم *** قومٌ بهم غفلة ونوم
ومنه سميت الحمى لأنها تقرب منه المنية.
فعلى هذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه يريد به قرب قيام الساعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بعثت في آخرها ألفاً»
الثاني: أنه يريد به قرب نصره لأوليائه وانتقامة من أعدائه يوم بدر.
قوله عز وجل: {غافر الذنب} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه غافره لمن استغفره، قاله النقاش.
الثاني: ساتره على من يشاء، قاله سهل بن عبد الله.
{وقابل التوب} يجوز أن يكون جمع توبة، ويجوز أن يكون مصدراً من تاب يتوب توباً، وقبوله للتوبة إسقاط الذنب بها مع إيجاب الثواب عليها.
قوله عز وجل: {ذي الطول} فيه ستة تأويلات:
أحدها: ذي النعم، قاله ابن عباس.
الثاني: ذي القدرة، قاله ابن زيد.
الثالث: ذي الغنى والسعة، قاله مجاهد.
الرابع: ذي الخير، قاله زيد بن الأصم.
الخامس: ذي المن، قاله عكرمة.
السادس: ذي التفضيل، قاله محمد بن كعب.
والفرق بين المن والفضل أن المن عفو عن ذنب، والفضل إحسان غير مستحق والطول مأخوذ من الطول كأنه إنعامه على غيره وقيل لأنه طالت مدة إنعامه.


قوله عز وجل: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} فيه وجهان:
أحدهما: ما يماري فيها، قاله السدي.
الثاني: ما يجحد بها، قاله يحيى بن سلام.
وفي الفرق بين المجادلة والمناظرة وجهان:
أحدهما: ان المجادلة لا تكون إلا بين مبطلين أو مبطل ومحق، والمناظرة بين محقين.
الثاني: أن المجادلة فتل الشخص عن مذهبه محقاً أو مبطلاً، والمناظرة التوصل إلى الحق في أي من الجهتين كان.
وقيل إنه أراد بذلك الحارث بن قيس السهمي وكان أحد المستهزئين.
{فلا يغررك تقلبهم في البلاد} قال قتادة: إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم، وفيه وجهان:
أحدهما: لا يغررك تقلبهم في الدنيا بغير عذاب، قاله يحيى.
الثاني: لا يغررك تقلبهم في السعة والنعمة قاله مقاتل وقيل إن المسلمين قالوا نحن في جهد والكفار في السعة، فنزل {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} حكاه النقاش وفيه حذف تقديره: فلا يغررك تقلبهم في البلاد سالمين فسيؤخذون.
قولة عز وجل: {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} فيه وجهان:
أحدهما: ليحبسوه ويعذبوه، حكاه ابن قتيبة.
الثاني: ليقتلوه، قاله قتادة والسدي. والعرب تقول: الأسير الأخيذ لأنه مأسور للقتل، وأنشد قطرب قول الشاعر:
فإما تأخذوني تقتلوني *** ومن يأخذ فليس إلى خلود
وفي وقت أخذهم لرسولهم قولان:
أحدهما: عند دعائه لهم.
الثاني: عند نزول العذاب بهم.
{وجادلوا بالباطل ليُدْحضوا به الحقَّ} قال يحيى بن سلام: جادلوا الأنبياء بالشرك ليبطلوا به الإيمان.
{فأخذتهم} قال السدي: فعذبتهم.
{فكيف كان عقاب} في هذا السؤال وجهان:
أحدهما: أنه سؤال عن صدق العقاب، قال مقاتل وجدوه حقاً.
الثاني: عن صفته، قال قتادة: شديد والله.
قوله عز وجل: {وكذلك حقت كلمة ربِّك على الذين كفروا} أي كما حقت على أولئك حقت على هؤلاء. وفي تأويلها وجهان:
أحدهما: وكذلك وجب عذاب ربك.
الثاني: وكذلك صدق وعد ربك.
{أنهم أصحاب النار} جعلهم أصحابها لأنهم يلزمونها وتلزمهم.


قوله عز وجل: {ربنا وسعت كل شَيْءٍ رحمة وعلماً} فيه وجهان:
أحدهما: ملأت كل شيء رحمة وعلماً، أو رحمة عليه وعلماً به، وهو معنى قول يحيى بن سلام.
الثاني: معناه: وسعت رحمتك وعلمك كل شيء.
{فاغفر للذين تابوا} قال يحيى: من الشرك.
{واتبعوا سبيلك} قال الإسلام لأنه سبيل إلى الجنة.
{وقهم عذاب الجحيم} بالتوفيق لطاعتك.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6